
الإعلام الإنساني



كان في كل زمان حيث اللعب و المرح و المتعة في كل مكان ، كانت هناك فتاة صغيرة تدعى مريم عمرها سبعة سنوات ، تحب والديها و تعيش حياة سعيدة في منزل صغير ، لها أُخت تصغرها عمرها ثلاثة سنوات .
مرحباً كيف حالكم ؟؟ أنا اليوم قررت أن اكتب في دفتر مذكراتي لأن ما سيحدث اليوم جميل جداً و أنا أنتظره بشدة منذ مدة طويلة ، سافر أبي للعمل في دولة تسمى الإمارات قبل ثلاثة سنوات و لم يستطع القدوم قبل اليوم ، فأنا لم أراه منذ ذلك الحين ، حمد لله سوف يعود اليوم ، سنذهب للمطار لأخذه من هناك .
أمي حضرت الكثير من الأطباق التي يحبها والدي ، من الأرز و الدجاج إلى ورق العنب و الحلويات اللذيذة ، فاليوم لدينا عيد و الجميع مستعد ، أنا إخترت أجمل فستان لدي ليراني به و طلبت من والدتي أن تسرح شعري بشكل أنيق لأظهر في أجمل صورة إخترت اللون الأحمر و الحذاء الذهبي و ربطة الشعر الذهبية أما أُختي الصغيرة فكانت ترتدي تنورة زرقاء مع حذاء أبيض .
حضرت أمي الطعام و وضعته في الثلاجة و حرصت على أن تكون الطاولة جميلة و مرتبة و لم تسمح لأحد من الإقتراب منها ، كانت جدتي أيضاً مستعدة و ترتدي أجمل ما لديها ، و جدي أخذ معه قصة صغيرة لنقرأها سوياً ونحن ذاهبون للمطار ، قادت السيارة أمي و جدي بجانبها و نحن و جدتي بالخلف .
بقينا في السيارة لمدة خمس و أربعون دقيقة كانت الطريق عريضة ولم تكن مزدحمة ، فتحت النافذة فكان الهواء يلامس وجهي ، و كان جدي يقرأ القصة التي أحضرها .
عند وصولنا نزلنا جميعاً إلى قاعة تسمى ” صالة الإستقبال ” أحضرنا معنا باقة من الورد و أنا حملت ورقة مكتوب عليها أهلاً وسهلاً يا أبي ، كانت القاعة مليئة فيها الكثير من الأشخاص الذين ينتظرون أهاليهم و الجميع متشوق لرؤيتهم .
قبل أن يخرج أبي من البوابة ، كانت هناك عائلة بجانبنا ، خرج ولدهم فأخذت الأم تبكي و حضنت صغيرها ، ابنتسمت وقالت امي حمد لله على نعمة وجود عائلة .
خرج أبي و هو يقود عربة وضع عليها حقائب كثيرة ، فركض مسرعة إتجاهه و من شدة فرحتي طارت الورقة من يدي وقفزت إلى ذراعية وقلت له أبي أبي إشتقت إليك كثيراً .
قال : مريم يا صغيرتي ، كبرتي كثيراً أصبحتي فتاة لا طفلة ، ما شاء الله .
وسلم والدي على والدتي و جدي وجدتي ، أما أختي الصغيرة فلم تعرفه لانه عندما غادر كان عمرها بالأشهر .
و من ثم إنطلقنا إلى السيارة و عدنا للمنزل وجلسنا على الطاولة المليئة بالأطباق الشهية التي لم يبقى منها شيء .
شكرنا والدتي على الطعام الطازج و صعدنا للعب في غرفة الألعاب مع ابي و من ثم نمنا جميعاً ونحن سعداء
أحبك يا أبي ..
