
بريشة: نور أبو هنطش


ذات يومٍ مشمسٍ، بأوائل أيّام الرّبيع الجميلِ القصيرِ عادةً .. سمعت ُصوتًا خافتًا هادئًا عميقًا يدعوني للتّأمّل .. متسائلًا قائلًا:
هل نظرتِ اليومَ للسّماء ؟؟! إنّها جميلة .. هل استمعتِ لتغريد طير صغير من حولك؟؟ هل شممتِ عطرك المفضّل ؟؟ هل لبستِ ثوبك المطرّز المُحبّب المعبّق برائحة الزّنبق المُلوّن بذكريات الماضي الحنونة العظيمة الخالدة؟؟
هل زُرتِ حديقتك المُزْهرة البعيدة القريبة في قلبك؟؟
هل فتحتِ كتاب خواطرك القديم المخْتبئ في الصناديق العتيقة؟؟
هل اشْتقتِ لجولاتكِ في أحضانِ أماكنكِ المفضّلة؟؟، هل اشتقتِ لهوايتك القديمة؟؟ هل اشتقتِ للتّحدثِ مع ألحانكِ و موسيقاك و أنْغام دقّات قلبك؟؟ لريشتك .. لألوانك و لوحاتك؟؟
هل اشتقتِ لكلِّ الفصول ..للمغامرات الجديدة؟؟
اشتقتِ لي؟؟ كما أنا!!
اشْتقتِ لعيوني عندما كانت باسمة و متفائلة و برّاقة و حالمة و مبتهجة ؟؟! تتساءلين هل ما زالت كذلك؟؟!
لك يا أنا أهدي محبتي ..
أهدي السّماح..
أهدي ورود الأقْحوان و زهور اللّيمون و ياسمين الشّام ..
أُهدي ألوان الحياة الاّمعة..
أهدي مشاعر جميلة صادقة..
أهدي احساس الهواء المنعش
أهدي ضياء الشمّس الدافئ المشرق
أهدي نجوم اللّيل البّراقة
أهدي كل الأشياء الجميلة
أهدي الحنان و الأمان و الاطمئنان ..
أهدي أبيات الشعر التي لم تقال!!
أهدي حبات الزّيتون و الّرمان..
و لك أهدي كنزاً أدعو أن يُصان..
أخيراً و ليس آخرا ..
أهدي كلمات بلادي العربية الشرقيّة القويّة،
الأصيلة الباقية الأبيّة.. الشّامخة ..الفوّاحة بعطرها الأزليّ.. العزيزة العصيّة الدّمع.. الثريّة الغنيّة بنورها الحرِّ تضيئُ ظلام َالغابةِ السّوداء المهجورة ، لتُرْجعَها لِعهدها الأصليّ المحفوظ من رب البريّة..
فآن لك أن تكوني كما أنت.. فكوني كعهدك القديم كما أردت.. كوني كما حَلمت .. و تصورّت.. كما خططّت .. و رجوْتِ.. لا تتراجعي .. لا تتكاسلي.. انهضي .. و حلقيّ بجناحيك بعنفوان و ثبات إلى أرضك الخضراء الرائعة الواسعة التي تُنشد كل يوم .. و تنادي كل يوم .. و تشتاق و تحِنُّ لك كل يوم..

مقال رائع يعبرعن حاجة كل منا للعودة إلى نفسه إلى روحه و مشاعره بعيداً عن متاعب الحياة و صعوباتها ..
سلمت أناملك المبدعة …