


قولي لي من أنا؟؟ قولي لي أين أنا؟؟🥺
أين أعيش ….؟؟ قولي لي لا تصمتي..
متشوقّة أنا.. أعدك سأكون منصةً ، فهيّا أرجوك ..
حدِّثيني عن بلدتي القديمة .. حدّثيني عن أحلام الطّفولة.. حدّثيني عن حديقتنا و مزرعة الزّيتون..
حدِّثيني عن أشجارنا ذات مئات الأعوام ..
حدِّثيني عن شوارعنا، حاراتنا ، لهجتنا، قوّتنا، صبرنا، أحزاننا،أفراحنا، صلواتنا و دعواتنا….
أمعنتُ نظري ،فرأيتها حابسة دموعها مُرْغِمةً إيّاها ألّا تتساقط .. احمرت عيناها.. تنهّدت بقوة.. و أجابتني بحرقةٍ..
تسألين عنّي !! ؟ أخيرًا أصبحت تسألين و تتساءلين !!
لماذا الآن ؟؟! أأتعبك الزّمان؟؟! أم تريدين و تفتقدين احساس أمان…
تريدين أن تكتبي الأشعار و تلحِّني الألحان ..
كنت أعيش فيك منذ دهرٍ .. لماذا الآن..
أصبحتِ تعين أكثر .. تقرأين أكثر .. تدركين أكثر أو ربّما أصبحت تسمعين و ترين بوضوح أكثر ..
أأسمع آهاتك.. أحْزنْتُك؟؟ أغْضَبْتُك؟!!
حسنًا سأتوقف .. لن أعاتبك و أحاسبك و ألومك أكثر ..
فقط سأكتفي بقول التالي :
يا جميلتي .. اشتقتُ أنْ تتحدثي معي و عنّي..
اشتقتُ لصوري معك.. اشتقتُ أنْ أراكِ تمشين بفخرٍ مرفوعةَ الهامة ..تُسْدلينَ كوفيّتك المعطّرة برائحة المسك الأبيض على كتفيْك.. تنشدين قصائدنا و أهازيجنا الشعبية ..
كم أحبك.. أنت لا تعلمين ..
كنًا معًا في كل مكان..
كنّا منذ سالف العصر و الأوان ..
كنت في أفكارك.. قوّتك، أحزانك و صمتك، غضبك و ثورتك ، عنفوانك و فرحتك..
كنت و سأكون دائمًا في كلِّ مكان…
تسارعت دقّات قلبك .. أعلم .. أرْبكك الكلام.. لا تسْتَغْربي ..
سأهمس و أبوح لك بسرٍّ..
أنا لم أفارقك .. فقد كنتُ دومًا في قصص الأطفال و الكبار .. في ذكريات الماضي و حكايا الأجداد و الجدّات…
كنّا معًا في كلّ مكان..
لم تحدّني الحدود التي تقام أبدًا.. فأنا في كل مكان..
أسافر معك.. أينما كنتِ كنتُ أنا معك..
فقد كنتُ في تاريخك و عهدك..
تظنّين أنك رحلتِ عنّي .. لا لا لمْ ترحلي..
فأنت منّي.. و أنا فيك و منك..
أنا بين الأضلع .. بين ثنايا القلب ..
أنا المتجذِّرة المتأصِّلة.. سأبقى مزهرةً ورودا فوّاحة بعطر لا ينتهي ..و سأبقى حاملةً بُذورَ حُقولك الخضراء تنثرينها في كل مكان..
هل تسمعين ؟؟! أنا استمع الآن إلى الأذان.. يُعْلن .. الله أكبر ، الله أكبر ..
في كل تكبيرة سأدعو لك..
في كلِّ صلاة تقام .. في كل مسجد .. في كل مكان ..
في كلِّ جنازة شهيد كان أو سيكون ..
في كل اللّغات و اللّهجات ..سأقول لك لن أنساك..
فابتسمي و ارفعي رأسك للسّماء .. المحملّة بأمطار الخير .. ستُمطرُ غَيْثًا .. و ستَرْويك فرحًا ..
لا تخافي.. ما زالت الينابيع عذبة في قريتنا .. و الأثواب المطرّزة ملوّنة.. و ما زالت الطيور المهاجرة تعرف وجهتها و لن تضلّ طريقها أبدًا.. مهما ابتعدت و مهما رحلت و ترحّلت و ابتعدت .. هي عائدة .. عائدة..
ترى هل أجبتك .. هل عرفتك و تأكدّت و أيقنت؟؟
هيّا حان دوري الآن .. هذه المرّة سأَسْألُك أنا، و سَتُجيبينني أنت .. ( من أنا)؟؟!!! هل علمتِ..
