
الإعلام الإنساني


الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل
نسيت طعم النوم كيف لعيوني أن تنام وجروحك متيقظة !
كيف صفعاتك أن تُصاب بالشلل وتهدأ على جسدي !
كيف لخدوشك في قلبي التي تقيم حفلاً بداخلي أن تنام وأنام !
كيف لذاك الصوت الذي في رأسي أن ينخرس وأنام !
كيف لتلك الاصوات التي تنبعث من روايتي أن تصاب بالكتمان وأنام !
كيف لوحشيتك أن تتبدل بالحنية لأطمئن !
سئمت !
فلينتهي الآن
الآن وليس بعد خمس دقائق
كم تمنيت أن أنام بدون عناء ، أنام على كتفِ نفسي أُسند فيها بقاياي وأطبطب على كتفها ، أحن عليها من نفسها
أنام من كثرةِ الإنتظار ، أنام وأغفى لسنواتٍ عدة
أنام وأنت تشعر بالندم لما تفعله بي
ثم أستيقظ على رنة هاتفي من الرنة الاربعين منك
بعدها رسالة إعتذار شاحبة جداً وقصيرة لكونك بخيلاً بالعطاء
ما الذي تريده مني ؟ ألم يكفيك ذاك الوقت اللذي منحتك إياه !
حين سمحت لك بإن تفرغ عما بداخلك من الحب والكلام المسموم ؟
لم يكفيك الوقت الذي يمنحتك إياه لتفرغ غذبك وتمارس قوتك بضعفي ؟
علمني كيف أن أصنع من زهرتي حبوباً مهدئة أو أقراصٌ للنسيان كلما فكرت بنسيانك أتذكر حماقاتي
أتذكر كم كنتٌ ساذجة وغبية كنت أظن نفسي بأمانٍ معك
أمام ناظريك وبجوارك
أقتنعت بأن وجودي يجعل مني سرابا ، لا تستطيع رؤيتي فسحقت كياني
فهممتُ بالرحيل ، ففكرة الغياب تجعلني حاضراً بذهنك ، أعجبتني
الأنثى التي في قلبي تتألم
ليس من رحيلك بل على فقدان نفسها
شوهتها وحرمتها لذة الحياة
تحاول إنجاب قلباً جديداً أقل سذاجة من القديم
قلباً أكثر وعيا مما عليه
قلباً لا يكرهك ولا يحبك
ولا يكون فِراقك محوره الأساسي
قلبا يطلق عليك كلماتٍ تؤلمك أكثر من الرصاص قلبا يقيم حفل رحيلك منه
لصالحك الان أن تُخرسني عنوةً فهنالك موجة كلماتٍ حارقة
ستجعلك تتمنى الموت وبصوتٍ أُنادي
( الصلاة على الميت )
شكراً لرحيلك
فلو كنت بحياتي الأن لفقدت الشهية في الكتابة لأصبحت كشيءٍ لا قيمة له
كشيءٍ وجوده في الحياة كعدمه
مثلك ….
