



نظم الإعلام الإنساني ومؤسسة تمكين المرأة اليمنية وعبر تطبيق الــZOOM ندوة حوارية بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة تزامناً مع حملة كن برتقالياً، وقد أدارت الحوار الدكتورة والناشطة الحقوقية أريج النابلسي رئيس تحرير موقع الإعلام الإنساني حيث أشارت إلى أهمية الرسالة الإنسانية التي تتضمنها الندوة والتي يحاول جميع المشاركين فيها السعي وفي خضّم كل الصراعات التي تعيشها المجتمعات المختلفة أن يكونوا مؤثرين ويشاركوا في إذكاء الوعي وإتاحة الفرص لمناقشة التحديات وإيجاد الحلول والعمل على تقديم أوراق العمل لطرح وتبادل الأفكار والآراء.
وأكدت الأوراق النقاشية التي تم استعراضها خلال الندوة أن مفهوم العنف ضد المرأة عبارة عن مظلة واسعة تضم تحتها أشكالاً مختلفة متنوعة من الممارسات، تتجدد وتستحدث بتطور وسائط التعامل معها وأنه واحداً من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستمرارًا وتدميرًا في عالمنا اليوم.
وجاء طرح الأوراق النقاشية خلال الندوة على النحو التالي: ( المرأة اليمنية وقصة السلام المبتور ) والتي قدمتها الأستاذة “زعفران زايد” عضو الهيئة الاستشارية بوزارة حقوق الإنسان اليمنية ورئيس مؤسسة تمكين المرأة اليمنية حيث ناقشت من خلالها واقع العنف ضد المرأة اليمنية والذي يحتاج إلى مشاريع كثيرة لإنقاذهن وإنقاذ حياتهن لأنهن يواجهن الحرب منذ بدايتها كما وتحدثت عن النساء المهجرات والنازحات حيث أن أكثر من 2مليون نازح في محافظة مأرب وحدها، عاديك عن الملايين المهجرة من ضحايا الألغام والتي أدت إلى فقدان أجزاء عزيزة من أجسامهم وذكرت الجهود التي تبذلها مسام لإزالة الألغام وأعلنت عن المعرض الذي سيقام قريباً ويحوي ما يقارب قصة مئة امرأة وقعن ضحايا الحرب وأوضحت أن آلاف النساء تحملن وطأة الحرب والنزاعات بظهور أشكالٍ جديدة من العنف وتزايد معدلاته كما صرحت بالأعداد والإحصائيات التي تشير إلى الارتفاع المتزايد للعنف الواقع على المرأة اليمنية من قِبَل المليشيات الحوثية والجرائم التي تُنتهك بحقهن.
كما طُرحت ورقة نقاشية أخرى بعنوان ( العنف ظاهرة تدمير للمجتمعات ) وقدمتها الدكتورة كوثر عثمان رئيس تحرير صحيفة الحدث الدولي الصادرة في شيكاغو ومجلة صوت المرأة ورئيس اتحاد المرأة العربية الأمريكية – شيكاغو وأوضحت من خلالها واقع العنف ضد المرأة في الولايات المتحدة والدول العربية وأثره ونتائجه الوخيمة على المجتمعات كما استعرضت واقع المرأة الفلسطينية والعنف الواقع عليها من قِبَل الاحتلال وما تلاقيه من عنف وتعذيب داخل سجون الاحتلال وأشارت إلى ضرورة تدخل القوانين الدولية والمنظمات الأممية في هذا الأمر.
أما الورقة النقاشية والتي جاءت بعنوان (الابتزاز الإلكتروني بين تداعيات الحرب وغياب القوانين ) والتي قدمتها الإعلامية والحقوقية الأستاذة وضحى مرشد عضوة مؤتمر الحوار الوطني وعضوة المشاورات اليمنية تناولت فيها جرائم الابتزاز الإلكتروني ضد النساء وما يترتب عليها من مخاطر وأن الحاجة باتت ملحة لإعادة النظر في التشريعات وتحديد نصوص تُجّرم وتعاقب على ذلك خصوصاً في مناطق الحروب والنزاعات والتي تحمل الضحية المسؤولية بدلاً من إدانة الجاني وأكدت على أن البلاد التي تعيش حروباً مستعرة لا تزال أطرافها الفاعلة منشغلة عن الالتفات نحو الضحايا من النساء وتشريع قوانين تحميهن وتصونهن من الاستغلال، وأن الجهل الإلكتروني والسذاجة لها دور كبير في تفشي هذه الجريمة.
أما الورقة الأخيرة والتي جاءت بعنوان ( المرأة العراقية بين القرار ١٣٢٥ والواقع ) وقدمتها الأستاذة إلهام ناصر الزبيدي مؤسس ورئيسة رابطة لوتس الثقافية النسوية ومنسق مشاريع في المعهد العراقي وعضو منتدى النساء القياديات في البصرة جاءت مؤكدة على أن الحرب الطاحنة التي عانت منها العراق جعلت منه بلداً غير مستقر، وأن المجتمعات حتى وإن كان لها تاريخاً عريقاً وذات حضارة إلا أن الأزمات الاجتماعية والكوارث الإنسانية التي قد تمر بها تشكل عاملاً أساسياً لازدياد معدلات العنف وخاصة العنف الواقع على المرأة وأشارت إلى نسبٍ وإحصائيات تؤكد ارتفاع دعاوى العنف الأسري في العراق مقارنة بالأعوام السابقة خصوصاً فترة انتشار فيروس كورونا.
هذا وقد حضر الندوة الدكتور نجيب غلاب وكيل وزارة الإعلام اليمنية والأستاذ الصحفي فؤاد المنصوري الأمين العام المساعد لمنظمة سلام بلا حدود والرئيس التنفيذي لرابطة الإعلام التنموي والذي أكد أن المرأة وخاصة في أماكن الحروب تدفع ضريبة الحرب وتتحمل الجزء الأكبر للنتائج الكارثية لهذه الحرب تماماً كما يحدث مع المرأة اليمنية وأضاف أنه من الضروري تفعيل دور المرأة في إحلال السلام وهو في صُلب الموضوع الذي تتحدث عنه الندوة ، كما شارك في الندوة الإعلامي اليمني صلاح الدين الأسدي و الصحفي الأردني الأستاذ يوسف أبو عبدون وعدد من الشخصيات الحقوقية والإعلامية والصحفية من مختلف الدول.
وفي نهاية الندوة تم الإعلان عن مخرجاتها والتي كان أهمها هو إنشاء رابطة للمرأة العربية تتناول كافة قضاياها والبحث فيها ذلك لأن مشوار مناهضة العنف ضد المرأة يحتاج إلى جهود كبيرة للحد منه ومن آثاره
واختتمت النابلسي الندوة بشكر الحضور وبضرورة أن تتعلم المرأة كيف ترفض الظلم وأن تحصن نفسها بالقيم والمبادئ وأن نقف جنباً إلى جنب للحد من هذه الظاهرة.
