

ألا أونا ألا دو ألا تري

في كل مرة نسمعها نعرف أن الفرصة الأخيرة تجددت لكل من يتقدم ويحاول أن تكون البضاعة من نصيبه ليقفز فرحاً بحصوله عليها وليعرف الطرف المقابل له أن الفرصة القادمة لربما ستكون من نصيبه “وأول الرقص حنجلة “.
وبهذه الطريقة يتكرر المشهد أمامنا ولا نعرف مَنْ مِنَ الأطراف سيكون هو صاحب المزاد؟ وتكبر المشاريع لنجد أن لها أول وما لها من آخر، وما عرفنا ما هو الأول وما هو الآخر، ويزداد المشهد تعقيداً والسيناريو حبكته متينة وأصحاب الأدوار يتقنونها بتفاصيلها وخشبة المسرح مكتظة بالهتافات وتعلوها الأصوات وأصحابنا ينحنون لجماهيرهم والتصفيق تلو التصفيق والكل يُشيد بالإنجازات، وما عرف الكل أنه في الكواليس تتنازع الأطراف على مزادها وكل منهم يحاول إرضاء الآخر إما بالكلام المعسول فهي من تخرج الأفعى من جحرها وإما بالتهديد والعصا فالعصا لمن عصا، والكل خارجاً ما زال يُصفق وينتظر المشهد التالي، فتفتح الستارة ليرى الجمهور أن المشاهد انتقلت والجدران اختلفت والمكان ما عاد هو المكان ومساعدو الأبطال ( الكومبرس ) تغيروا والسيناريو انحرف قليلاً عن مساره الصحيح ولكن الأبطال هم نفسهم لم يتغيروا مازالوا ينتظرون افتتاح المزاد الجديد، لنعلم حينها أن مزاد القتلى قد زاد، ولا نعرف لم قُتل القتيل؟ ولم القاتلُ قَتَل؟
هذا بالمختصر المفيد، واللبيب من الإشارة يفهم.
