
الإعلام الإنساني


عاد الشتاء
يحمل معه موجةً من الزمهرير تنهش بروحي البريئة
عاد الشتاء وأنا أتدفئ بدميتي الصوف اللتي تمكن منها الشتاء أيضاً
عاد الشتاء ليصبح المطر مطران
مطر السماء
ومطر سقف خيمتنا اللتي يبكي لأجلنا
وكأنه يقول ما باليد حيلة يا صغيرتي
فدموع السماء أقوى من أن يحملها سقفي الرقيق
عاد الشتاء يا صغيرتي لا يمكن التدفئ لا أسفل اللحاف
أو بكوبٍ من الشاي الساخن
ولا حتى نار الموقد اللتي تشتعل بأوراق ذاكرتنا
بطوب بيتنا اللذي أطرحه أرضاً صواريخ المدافع
ودبابات الحرب
لا تستطيعن التدفئ بحضن والدتك
لأن التراب حضنها قبلكِ
ولا حتى بحضنٍ عائلي والجد هو راوي قصص ما قبل النوم
عاد الشتاء ولياليه السوادء القاتمة الغاضبة بريحٍ غاضبة عاتبة شرسة هادمة
بريحٍ تجعل من رأسكِ الصغير كتلة من الثلج
وتجعل من عظامكِ لوحٍ خشبي يجبركِ على الصمود بأرضكِ
عاد بغضبهِ بعواصفهِ عاد ليحطم طفولتكِ وأحلامها
عاد ليذكركِ باللذي فقدتيهم أسفل الرماد
ليذكركِ بما فقدته من علمٍ وأصحاب من مدرسةٍ وحلم الأمومة
ناجي لعل بقلبهِ رحمة
لعل بقلبهِ سلام
لا تنسوا هنالك أرواحٌ من البرد تموت
وهنالك أرواحٌ لا صوت لها فصوت عواصفهِ سرقها
أروحٌ لا حول لها ولا قوة
أرواحٌ تطلب دفء كلماتكم
وأفعالكم
لعلها سبباً لدفء قلوبكم
