الإعلام الإنساني 
منذ منتصف عام 2021 بدأت وزارة التعاون الدولي، ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر، الإعداد لخارطة طريق تدشين الإطار الاستراتيجي للشراكة من أجل التنمية المستدامة 2023-2027.
وقد أدت الشراكة بين برنامج الأغذية العالمي والحكومة المصرية إلى خلق أساس قوي للتكامل مع البرامج الوطنية التي تستهدف المجتمعات الأقل دخلا، مثل برنامج حياة كريمة بهدف تحسين الأمن الغذائي والحالة التغذوية والصحية لهذه الأسر من خلال التعليم وتحسين سبل المعيشة والتشجيع على الزراعة الحديثة.
ويعتزم برنامج الأغذية العالمي الاسترشاد بهذه النتائج من خلال الخطة الشاملة لمنظمات الأمم المتحدة في مصر 2023 إلى 2027 من خلال شراكات جديدة وتكنولوجية ذكية وخلق فرص للشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام، مما سيتيح المجال لأخذ خطوات هامة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب يلقي الضوء على نتائج برنامج الاستثمار في رأس المال البشري الذي يتبناه برنامج الأغذية العالمي خاصة في القطاع الزراعي:
خلال زيارتها رفقة وفد الأمم المتحدة لمحافظة أسوان، أشادت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، بالجهود المبذولة والتكامل والتنسيق المستمر بين شركاء التنمية والوكالات الأممية من جانب والجهات الوطنية المعنية من جانب آخر، والتي تنعكس على تعظيم العائد المُحقق من برامج التعاون الإنمائي، مشيرة إلى أن برنامج الاستثمار في رأس المال البشري يتسق مع رؤية الحكومة وبرنامج “مصر تنطلق”، لا سيما المتعلق بتطوير رأس المال البشري واستثماره، ومضت الوزيرة قائلة:
“نحن سعداء بزيارتنا لمحافظة أسوان التي تأتي في إطار أسبوع الأمم المتحدة والذي زرنا من خلاله عدة محافظات منها المنيا والإسكندرية واليوم أسوان لتفقد ومتابعة مشروعات تنموية تحت مظلة وشراكة منظمات الأمم المتحدة، وكنا قد نسقنا مع الممثل المقيم للأمم المتحدة بمصر بالتعاون مع عدة وزارات لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة من عام 2023 إلى عام 2027، ولذا قررنا أن نتابع عدة مشروعات تتعلق بتنمية العنصر البشري سواء كانت اقتصادية أو زراعية أو تعليمية كما هو الحال في المدارس المجتمعية بأسوان، وهذه المشروعات تتفق ورؤية الدولة المصرية في برنامج حياة كريمة”.
وقال محافظ أسوان اللواء أشرف عطية إن الشراكة مع برنامج الأغذية العالمي أسفرت عن مشروعات متنوعة ما بين تعليمية واجتماعية متمثلة في عدد من المدارس المجتمعية أو مشروعات زراعية تعزز استخدام طرق الزراعة والري الحديثة، وأضاف:
“المشروعات التي تنفذها وكالات الأمم المتحدة تتفق مع المبادرة الرئاسية ‘حياة كريمة’ وتنتشر في 39 قرية رئيسية و 102 فرعية و 380 نجعا، ونرى اليوم مثالا حيا لتلك المشروعات، منها ما يتعلق بالمدارس المجتمعية كما هو الحال في مدرسة الرغامة بكوم إمبو، تلك المدارس التي غيرت حياة الكثيرين بالعودة للتعليم بل والحصول على شهادات جامعية متقدمة. كما ينفذ برنامج الأغذية العالمي عدة مشروعات لتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية علاوة على مشروعات أخرى مع اليونيسف واليونيسكو”.
ويقول برافين أجراوال ممثل ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمي بمصر، إن الشراكة بين البرنامج والحكومة المصرية أدت لخلق أساس قوي للتكامل مع البرامج الوطنية التي تستهدف المجتمعات الأقل دخلا مثل برنامج “حياة كريمة” بهدف تحسين الأمن الغذائي والحالة الصحية لهذه الأسر من خلال التعليم وتحسين سبل المعيشة والتشجيع على الزراعة الحديثة.
“برنامج الأغذية العالمي ووزارتا الزراعة والتعاون الدولي ومحافظة أسوان شركاء جميعا في تبني قضية الأمن الغذائي، والتي نتبناها من خلال العديد من الفرص والمشروعات المتعلقة بتعظيم رأس المال البشري، والذي يتماشي مع أهداف مصر في تحقيق حياة كريمة”.
وخلال زيارتنا لقرية الكاجوج بمركز كوم امبو التقينا مجموعة من المزارعين الذين تحدثوا معنا عن طرق الري والزراعة الحديثة التي وفرها برنامج الأغذية العالمي، وكيف أثر ذلك على إنتاجهم الزراعي:
“أنا مصطفى محمود علي بجمعية تنمية المجتمع بقرية الكاجوج بكوم امبو، لقد استفدنا كثيرا من مشروعات برنامج الأغذية، فتعرفنا على كيفية زراعة قصب السكر بالتنقيط، والذي ساهم في رفع إنتاجية الفدان من 35 طنا بالزراعة التقليدية إلى 55 أو 60 طنا بالزراعة الحديثة”.
“أنا عبد الكريم محمد من قرية الكاجوج بأسوان، من مزارعي القمح، ودعنا الزراعة التقليدية التي تؤتي إنتاجا ضعيفا من 7 إلى 8 أرادب للفدان، وبعد أن تعرفنا على طرق الري والزراعة الحديثة زادت إنتاجية الفدان لتصل إلى 17 أو 18 أردبا للفدان”.
“أنا عبد العظيم محمود ياسين مزارع بجمعية الكاجوج الزراعية، لقد شاركنا في مشروعات برنامج الأغذية العالمي وأشعر بسعادة غامرة أننا نساهم في التنمية سواء كان العائد علينا بشكل مباشر أم غير مباشر على كل أفراد المجتمع”.
يعزز برنامج الاستثمار في رأس المال جهود الدولة للارتقاء برأس المال البشري، ويتم تنفيذه ضمن محاور العدالة الاجتماعية وتمكين المرأة والتنمية الاقتصادية الشاملة في الإطار الاستراتيجي للشراكة بين مصر والأمم المتحدة، من خلال تنمية مهارات الأطفال وتوفير التغذية المدرسية المناسبة لهم وتوعية المزارعين بطرق الري والزراعة الحديثة.
