

لكي تقود الدول شعوبها للازدهار عليها أن تتعلم أولاً كيف تصنع شعباً وأمة وعندما تفعل ذلك نعرف حينها أن مثل هذه الدول عرفت سر بناء مستقبلها وخفايا تقدمها وتطورها وأسباب وجودها مع أبرز الدول المتقدمة حتى وإن ما زالت في طور المنافسة فهذا دليل واضح على أنها تسعى للوصول إلى العدالة الاجتماعية ورفع جودة وسوية الحياة فيها، نقولها بكل مصداقية ومن خلال ملاحظتنا ومراقبتنا للعديد من البرامج الرمضانية المختلفة والتي تم بثها على مختلف القنوات التلفزيونية ونكاد نلاحظ أن هناك ما هو فعلاً يستحق المشاهدة وهناك ما لا يستحق، فهناك البرامج المفيدة حقاً وهناك ما هو يدل على تدني مستوى الفكر والمعرفة رغم الأموال الطائلة التي تم صرفها لإنتاج هكذا محتوى ، ولكن في النهاية هي عبارة عن أذواق وكل من مشاهدي ومتابعي البرامج له ذوقه الخاص وفكره الذي يتبناه، إذاً في المحصلة ما قد نراه جيداً ومفيداً قد يجده البعض غير ذلك والعكس صحيح.
ومن منطلق اهتمامنا بالبرامج التي توائم عملنا وقناعتنا وتناسب فكرنا وتحاكي أهدافنا ورسالتنا الإنسانية وجدنا أن هناك عدداً لا بأس به من هذا النوع من البرامج وهذا مؤشر جداً رائع على مدى الوعي والرقي في الفكر والمحتوى المُقَدم للمتابع والمشاهد، ولن نذكر في مقالنا هذا أسماء البرامج التي فعلاً استحوذت على اهتمامنا ولكننا نكتب مقالنا لِنُشيد بعمل جداً رائع تابعناه على مدى سنوات عديدة وحريٌ بنا أن نعترف أننا فعلاً استفدنا منه وحصلنا على معلومات ربما قد تكون المرة الأولى التي نعرفها ونسمع بها وعلينا أن نعترف أيضاً أن الجهود المبذولة لإخراج هذا البرنامج بأبهى حلته تستحق الثناء والاحترام وأن نجاح هذا البرنامج لا يقتصر على فرد بل هو نتاج فريق كامل ابتداءً من الفكرة مروراً بآلية وطرق تنفيذه ولغاية اللحظة التي يتم فيها بثه أمام الجماهير، عمل نكاد نجزم أنه كاملٌ متكامل يحمل في جعبته الكثير ، نتحدث عن خواطر سابقاً واليوم عن ” سين ” في موسمه الثاني والذي عُرض على قناة MBC ويقدمه زميل لنا في هذا المجال الأستاذ أحمد الشقيري، لن نخوض في أسلوبه ولا في عفويته في الطرح والتقديم ولا عن حسن تعبيره حتى لا نُعتبر ممن يمسحون الجوخ أو يُجاملون ولكن الحق يُقال أبدع هذا الإنسان في طرحه ولباقته وروعة اختياره للمواضيع، وما لفت انتباهنا هذا العام هو مقدار الكم الكبير من الإنجازات التي تُحققها الدول والتطور الهائل سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو المجتمع وحتى على صعيد الدول وبالأخص المملكة العربية السعودية والتي كان لها نصيباً لا يُستهان به في حلقاته، فقد سلط الضوء على بعض جوانب التطوير والتقدم التي تشهدها السعودية في مختلف القطاعات والاستثمارات سواء الداخلية أو حتى الخارجية.
وهذا ما جعلنا كمتابعين نقف برهة لنعطي أنفسنا الفرصة في التأمل والتفكير في الآلية والاستراتيجية التي اتبعتها هذه الدولة لتصنع من اللاشيء شيء، لتضع نفسها في مصاف ومحاذاة كبرى الدول، لتنافس في أقوى القطاعات والمجالات وعلى أعلى مستوى، رأينا وشاهدنا التغير الوضح في السنوات السابقة والتطور الهائل والمبني على أسس علمية لا عشوائية، وهذا هو التحسين الذي وصلت إليه بتفعيل دورها الإيجابي ودور أبناءها وأبناء الدول الأخرى، بتفعيل مفهوم الإنسانية والمصداقية والتفاني في العمل، بتفعيل الجودة العالية للوصول إلى الأفضل بإيمانها التام أن الأمل هو حقاً وقود العمل، ولأن الأمل كان كبيراً جاءت نتيجة العمل باهرة ووضعت المملكة العربية السعودية في المراتب الأولى عالمياً في الكثير من إنجازاتها، فقد كان لها الخيار في اختيار ما تريد وما أرادته هو البصمة التي يُشار لها بالبنان من قِبَل العالم أجمع.
ومن هنا نكاد نجزم أن سين وفريق عمله المبدع قد نجحوا فعلاً في إيصال رسالتهم على أكمل وجه، كما برعوا في التحسين من خلال أدوارهم الفاعلة في المجتمع وكانوا القدوة في زراعة الأمل وإدخاله إلى نفوس الكثيرين.