

_ وبما أن نصب الحديث لي سأبدأ يا صائن النساء:
لطالما أخافتني فكرة الارتباط، أخاف أن أُلزِم نفسي بأحد، كنت دائماً أرفض فكرة الزواج قطعياً ولا مجال للمناقشة في هذا الأمر، كان العدول عن رفضي الجازم أمراً استحالته بحتة، يصيبني رهاب مزمن عند التفكير في هذا الموضوع مجرد تفكير لا يتعدى حدود الشرايين الدماغية، أعتقد لا بل أجزم أن افتعال شيئاً كهذا سيجعل مني بليدة تجاه الكتابة تجاه الكلمات والأحرف، اتجاه الورقة والمحبرة ولا أظن بأنني قادرة على قطع صلة رحمي، الأدب لا يربي عشاقاً و أزواجاً أو كل منا يعيش هالة من المشاعر الجياشة اتجاه أحدٍ آخر، إنه يتبنى فقط من لا تربطه علاقة بشيء.
_ستنعزلين عن البشرية ؟
_نعم، فالمنعزلون المتوحدون المعدومين المشاعر والمنكوبين الذين يعيشون فوضى عارمة، ومن عاشوا علاقة أدت بمشاعرهم حد الانهيار، أخاف من ذلك حتى لا أفقد شغفي حتى أتمكن من الكتابة يوماً ما، حتى أجد سبباً أكتب لأجله يجب أن أبقى وحيدة، فوجود أحد في حياتي سيشغلني عن ذات الكاتبة، قد لا أرى نصاً في أيامي ولا في سنيني حتى؛ لهذا أردت دوماً أن أبقى الكاتبة العزباء ناهيك أن حريتي في الكتابة تكمن في أنني حرة الرحم، أي لا مسؤولية تقع على عاتق قلمي فلا أخاف من أن يتلوا أحدهم نصي فيأخذ فكرة مجسداً من كلماتي فقط دون الحكم على شخصي، الأمر الذي لا يعنيني شأنه البتة، لكنني حينما أكون( أم ) لن أستطيع ممارسة حقي في الكتابة على سجيتي دون تكلف دون خضوع لمسمى (أم) ما دمت عزباء يمكنني الكتابة كيفما أشاء ، دون تردد ولن يعيقني شيء لأنني لست مسؤولة سوى عن قلمي وورقتي الممتلئة وما دون ذلك غير آبهةً به.
نكتب لنحيا مرة أخرى حينما نقرأ.
_ كفاكِ نسج تخاريفٍ و بَدَعَ ، ما علاقة ذاك بذاك ؟
_ أظنني وضعت الكتابة الشماعة علقت بها خوفِ الذي يلازمني من ذاك الوحش .
_ سأجيبك قدر المستطاع سيدتي عذراء الكتابة :
أن تكوني أم ، يعني أماً للحروف، يعني الأمان والسند، عنواناً لقصيدةٍ بعيدِ الأم ، شطراً من أغنية ، يعني الروح و القداسة ، ملجئاً للأرواح قبل الكلمات.
سيدتي العزباء ، تحرري من خوفكِ من الارتباط
اختارِ جيداً لتحملين باقةً من الأحلام، باقةً من زهرة الجيبسوفيلا التي ستنجبيها بحلمِ الأمومة ممزوجاً بصبا الطفولة
ستنجبين طفلكِ الأولى وتكتبين روايتهُ
ستطلقين الاسم ذاته على كلاهما .
يا عذراء الكتابة
خوفكِ من المسؤولية ، عقدكِ من قصصٍ فاشلة نسجت بعقلك الباطني ذاك الخوف
خوفكِ من التبلد اتجاه الأشياء، سيجعل منكِ بليدة كجحرٍ أصم لا يرى ولا يتكلم ، سيجعل منكِ ككقلمٍ تحت معسكر الكلمات
لا تنسجين به سوى حروفاً فازعة يسكنها الرعب والخوف
لذلك، تحررِ تمردِ على الأعراف فلا عاداتها ولا تقاليدها سيصنعان مني أماً جيدة
اختارِ أنتِ، فأنتِ ملكة نفسك
يا عذراء الكتابة ستتزوجين من رجلٍ أصيل سيجعل من أحلامكِ حقيقة
ينسج من حروفك خيام في الفلا يقدسها ، يرويها، يحتضنها بفؤاده
يا عذراء الكتابة
لا تخافِ على قلبك فهو بحضرتهِ ، والكل بحضرتهِ بأمان
إحيِ لتقرأي وأنتِ أم ،فللأمومةِ حياة.
قصصٌ كثيرة كعذراء الكتابة
تخشى الارتباط والزواج
لما نقلوه وزرعوه بأفئدتهم
تخبئوا خلف أعذار غير منطقية
كالكتابة وخوفهن من الأمومة
جميعهن خوفهن واحد
وهو ذاك الوحش اللذي يدعى الزواج الصارم والظالم
أشباه الرجال
تحرروا من ذاك الخوف
فليس كل الرجالِ رجالٌ فبعضهم ذكور.