

ناقشت الدراسة البجثية ” تجليات حضور المرأة في صور الكاريكاتير الرقمية ” والتي قدمتها الباحثة أ. مريم غسان المصري من جامعة القدس المفتوحة الآلية التي وظف فيها فنانو الكاريكاتير التقنيات المختلفة في رسوماتهم كالألوان، والخطوط، والرموز، واللغة المتجسدة في التعليق على صور الكاريكاتير، فاستحضرت الألفاظ الدينية، والقومية، والشعرية، والأمثال الشعبية.
تكمن أهمية الدراسة في الوقوف على تجليات حضور المرأة في صورة الكاريكاتير في مجال الإعلام الرقمي، بوصفها رمزًا يعبر عن المقاومة، والصمود، والتحدي، والثبات.
وتهدف الدراسة إلى البحث عن العلاقة الدلالية بين صورة المرأة الموظفة المتجسدة على الصور الكاريكاتيرية، والتي تسهم في خلق جينات دلالية تمتزج مع الفضاء البصري للصورة الكاريكاتيرية؛ إذ تقوم العلاقة بين الرموز على الامتصاص والتحوير بما يخدم فكرة راسمها.
والجدير بالذكر أن فن الكاريكاتير يحمل عناقيد ثقافية ومعرفية متنوعة برسمه التخطيطي الذي يسفر عن لوحة فنية متكاملة تميل إلى النقد والفكاهة، تختزل في طياتها ما تعجز عنه آلف الكلمات والمقالات؛ لأنه يكشف أدق التفاصيل، ويعبر عن نبض الجماهير، وتعود أهميته في كونه فنًا بصريًا يحوي مشاهد تعبيرية، ولغة تصويرية، فهو يهدف إلى تنوير الرأي العام، وكشف ما يغيب عن الأذهان.
وتناولت الدراسة النص المصور في الرسومات الكاريكاتيرية والذي يعتمد على المشاهدة؛ إذ استطاعت الصورة المرئية أن تختزل كثيرًا من الدلالات والمعاني في لغتها، فيبرز دور المرأة واللغة في تأثيرها على المتلقي، لذلك جمعت صورة الكاريكاتير بين ما هو لغوي وغير لغوي؛ لإيصال فكرة معينة.
هذا وتعكف الدراسة على بيان تجليات حضور المرأة في صور الكاريكاتير الرقمية؛ إذ تشكل هذه التجليات جينات غير لغوية تسهم في رصد البؤر الدلالية، وبيان جمالية التناص الأسلوبية بين صورة حاضرة وصورة غائبة (مضمرة) للصورة.