
د. أريج النابلسي
في ساعة الخطأ أيقظت ذكرى الصفع عين عميائنا لتبصر الرَّسف الذي كان في مشيها لتملك زمام الزمان بعد أن كانت تهدج كالرواسف مكفنة بِكُرْسُفٍ وأطمارٍ بالية تشكو دُهمة الأيام لا طالت اللّقم في طريقها ولا المَحَجَّة ولا حتى المَهْيَعُ، وقفت عند ساعة الخطأ لتتلقفها الغَضَارَة بعد أن كان سعير الأعمال هو المآل فقد ألهبت حمى لذة اللحظات سنينها دون هوادة.
واجتاحت نفسَها جيوشُ المستنقعات ودروبٌ مكتظة بأجساد تهتكت بكارة عفتها بأصابع الوقت واختلطت بماء اهتزازات قانون ناشز غير مشروط، فتأتي الشياطين على استحياء مُتعففة تكسوها الحَبَرَة لترقص على جثث ماجنة، فتحتسي عمياؤنا ندماً تعيساً ولكنه في ساعة الخطأ ما بين الفِهْر و الصَّلاية سُحق الطيب من رمة العظم البالي وكان المِسْحَنَةُ لخروج ذهبٍ ملحود.
حسبي من الأيام التي رحلت وطوبى لتلك التي تأتي، فبعد أن مضغ الحزن أيام عميائنا انتعشت الذاكرة وجرى النسيم مداوياً لتعود وديعتها محفوظة محفورة في غَورالروح لتكون ساعة الخطأ لحظة الصواب، فكان انفصال الهلاك عن الولادة وكان الإبلال بدل الإبادة، وهنا قُلَة التفكير فاغتسلت بالخلاص فكان النور شاريها وعاد لقدحة العين غِربيبها وغَمارها ما رحل السر ولكن اللغز طواه.
فهل يستجيب؟!