

من الضروري العمل على توضيح بعض المفاهيم والتصدي للهجمات الغربية الشرسة على النظام الأسري في المجتمعات العربية، ومحاولة الغرب فرض رؤيته وأفكاره المتعلقة بالعلاقة بين الرجل والمرأة وأنهما متماثلان تمام التماثل وفي كل شيء حتى أنهم لا يعترفون بالفروق البيولوجية والنفسية، والتركيز فقط على مفهوم الحرية والذي للأسف هو عبارة عن انفلات واضح من أي قيود دينية أو أخلاقية أو حتى قيود العادات والعرف في المجتمعات.
وما يعطي الموضوع الأهمية الخطيرة هو التصديق والإيمان بالأفكار الغربية والتي أصبحت مجتمعاتنا تنادي بها وتقلدها وتنادي بها دونما التحقق من الأمور ومعرفة الصواب والخطأ ومعرفة أن تلك البلاد والمجتمعات التي تنادي بالحريات وحقوق الإنسان وبالأخص حقوق المرأة هي أكثر المجتمعات التي تعاني النساء فيها من أشد وأخطر أنواع العنف، متناسين أن مجتمعاتنا العربية الإسلامية كرمت المرأة حق تكريم وأعطتها كامل حقوقها.
ومن المهم أن نذكر أنه ما وصلت إليه المرأة الآن في مجتمعاتنا العربية من عنف أو اضطهاد كانت هي سبب رئيسي فيه، نحن هنا لا نعمم فنحن نعرف جيداً أن هناك من النساء العربيات اللواتي يعانين العنف بأنواعه جراء ظروف قاهرة سواء احتلال أو عنف الحرب والصراعات الواقعة على بلادهن ومجتمعاتهن ونؤمن أن هناك عنف واقع بأنواعه سواء داخل الأسرة أو خارجها وأن هناك نساء مظلومات مغلوب على أمرهن، ولكن ما نريد قوله هو أن هناك من ينادين باسم الحرية والتحرر والتقليد الأعمى لنساء الغرب اعتقاداً منهن أن المرأة الغربية تعيش حياتها المثالية وتأخذ كامل حقوقها باسم الحرية، وهذا التفكير بحد ذاته عنف واضح تسقطه المرأة على نفسها، فما عرفت ابنتنا وأختنا العربية أن كل ما تراه أمامها ما هو إلا شعارات كاذبة وفقاعة هوائية لا أساس لها من الصحة وأن ما يصل من معلومات مغلوطة عن حياة المرأة الغربية لا وجود له أصلاً إلا من رحم ربي، فالمرأة في بلاد الغرب تعاني من هضم حقوقها وتعاني العنف بأعلى مستوياته ودرجاته وبشتى أنواعه وأشكاله لذا لا يغرنك البهورة الكاذبة والمساواة والحقوق والحرية المسمومة.
خسارة أن لا تعلم المرأة العربية أنها مدخل مهم وأساسي لرقي مجتمعها أو دماره وأن لها دور محوري هام لذا نجد أن استهدافها بأفكارها وتفكيرها بات سهلاً، تغريها المظاهر الخادعة والبهرجة الزائدة التي لا حاجة لنا بها وأصبحت تشغلها سفاسف الأمور وأصبح شغلها الشاغل ترديد الكلمات كالببغاء دون أن تعي ما تقول، قللت من شأن نفسها وقللت من دورها ومن احترامها وقللت من قيمتها ، جعلت من نفسها أضحوكة وسلعة جداً رخيصة باسم التحضر والتطور ومجاراة ما عليه الناس من زيف وأكذوبة كبيرة جداً بأنك الأحلى والأجمل والأشهر والأروع ونسيتي أنك الأفضل كإنسانة، نسيتى أنك الأرقى بفكرك وعقلك ودماغك الذي غطته رقاقات التفاهات، نسيتي أنك المرأة القوية التي كان يُحسب لها ولشأنها ألف حساب نسيت أن جيوشاً تحركت لأجلك وللحفاظ عليك وعلى كرامتك، نسيتى أنك حركتِ بلاداً برجالها،
لتصبحي الآن حجر نرد يرمونه ليلعبون لعبتهم أو لعبة شطرنج يحركونك كحجر صنم كيفما شاؤوا وبإرادتك، فأنت من قبلت أن تكوني دمية يتلاعبون بها وما عرفت أنك دمية مؤقتة فهناك غيرك الكثير والطوابير مليئة وغيرك ينتظر دوره فالنساء كُثر ولكن المفكرات العاقلات قلائل.
لا تقنعي نفسك بأن ظروفك أجبرتك، لا يا سيدتي هذا غطاء واهم لا يصدقك من خلاله أحد،
ما ضربك أحد على يدك ولا يمكن أن نجد امرأة يستطيع أحد إجبارها على الخطأ إن لم ترد هي ذلك، فعلى من تضحكين؟! صدقيني… فأنت أمام معشر الرجال مفهومة، ومجرد نكاشة أسنان ينكشون بها بقايا الطعام والولائم الكبيرة ويرمون بها بعد ذلك بأطراف أصابعهم إلى مكب النفايات ( وأعتذر لهذا التعبير، ولكنه الواقع).
وقد تكونين الكرت الرابح في وقتها وعند الانتهاء لا فائدة منك، أكرر أنا “لا أعمم” ولكن في المشاهد المتكررة أمامنا نجد نفس السيناريو ونفس الأحداث والمشاهد ولكن باختلاف الأشخاص والأزمان والأماكن، عودي لرشدك قبل فوات الأوان لأن الانتقام لا يفيد والكره والحقد الذي ستتحدثين عنه لن يسمعك من خلاله أحد ولن يدمر إلا ذاتك.
إن كان مكرك أضعاف فصدقيني مكر الرجال أضعاف الأضعاف، وإن وصفت نفسك بالشيطان وتستطيعين فعل ما تريدين فصدقيني للرجل شيطانه الذي لا تستطيعين الوصول حتى إلى ربع ربع تفكيره، وإن كنتي الحية الكائدة فهناك الثعبان لك بالمرصاد.
أنا لا أكسر مجاديفك أبداً ولكني أريد أن تكوني أنت التي كانت وفعلت وأنجزت وحققت وتتطورت ونجحت ووصلت لأعلى المراتب، لا الضعيفة المكسورة المهزومة، نعم لماذا تنادين بالحرية وهي موجودة، لماذا تنادين بالمساواة وقد كرمك الله أحسن تكريم، لماذا تنادين بالحقوق وهي موجود، أرجوكِ اطلبي ما هو ليس عندك وارتقي ولو قليلاً حينها تستطيعين الوقوف أمام الجميع وأمام رجال العالم وتُطالبين بما تريدين دون أن ينتقدك أحد ودون أن يستهزأ بك أحد، وصدقيني سيدتي …..
إن غرهم جمالك فجمالك لن يدوم.
وإن غرهم عنفوانك فلابد أن يأتي الوقت ويزول.
وإن غرهم لباسك فاليوم معك لتشتري وغداً الله أعلم، وما كان اليوم جيدً عليك في الغد حقاً لا نعلم.
وإن غرهم وغرهم وغرهم …… كوني على ثقة لن يبقى إلا عقلك وتفكير، أدبك وأخلاقك
والأهم هو احترامك لذاتك ولنفسك، وقوتك بالعقلانية لا بالضحكة الماجنة ولا الابتسامة الخليعة ولا بالنظرات الوضيعة… كوني أرقى.