
المصدر: الإعلام الإنساني
إن تطور وسائل التواصل الاجتماعي في العقد الأخير قد غير بشكل جذري كيفية تفاعل المراهقين مع العالم من حولهم، وقد أدى هذا التطور إلى تغيرات في السلوكيات الاجتماعية والنفسية للمراهقين، وتزامناً مع هذا التطور بات من المهم فهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك العدواني لدى المراهقين والتحديات التي يمكن أن تنشأ عن ذلك.
توفر وسائل التواصل الاجتماعي للمراهقين وسيلة متاحة دائمًا للتفاعل مع الأصدقاء والأقران حيث يتيح لهم هذا التواصل السريع والمستمر التفاعل الاجتماعي، ولكنه يفتح أيضًا الباب أمام التحديات والضغوط الاجتماعية.
وقد يؤدي اعتماد المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل إلى انعزالهم عن العالم الحقيقي والتفاعل الاجتماعي المباشر، ليتسبب ذلك في تقليل مهارات التواصل وزيادة مستويات العدوانية.
هذا ونلاحظ أن وسائل التواصل الاجتماعي تعرض للمراهقين عوالم مثالية ومصورة تفتقد إلى الواقعية وهذا يزيد من شعورهم بالأقلية أو عدم الرضا عن أنفسهم مما يؤدي إلى العدوانية ومحاولة محاكاة ما يراوحونه على منصات التواصل الاجتماعي.
ومن هنا نجد أن عملية توعية المراهقين بأهمية الاستخدام السليم والمتوازن لهذه الوسائل أمر في غاية الأهمية وذلك لتعزيز الوعي وتجنب مخاطر السلوك العدواني الناتج ومعرفة آلية وكيفية التعامل معه.
وفي النهاية فإن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك العدواني للمراهقين يشكل تحديًا حقيقيًا، ومن المهم توجيه الجهود لفهم هذا التأثير بشكل أفضل وتوعية الشباب حول الاستخدام السليم للوسائل الاجتماعية وضرورة التواصل الحقيقي، ونؤكد على أن هذه القضية تحتاج إلى مزيد من الأبحاث والمناقشة لضمان تطور صحي للمراهقين في عصر الوسائل الاجتماعية.