

لي غرفةً حيطانها وردية
نسجت عليها وصيتي
لعلك ستقرأها يوماً حين يدور الزمان
ويأتوا أحفادي بك إلى هنا
سيأخذون حقي ثقتي بالله وبلعبة الزمان فالكل سيسقى من نفسِ الكأس رسالةً كتبتها إليك
نصها كالآتي :
الى عزيزي العاق، الذي عاش بأحشائي تسع شهور
شاركني الطعام والشراب
والهم والفرح
بصدري المخنوق كلمات وبفؤادي دعوات رجوت الله بها
نطقتها عنوةً، بل شفقةً عليك
لما سيحدث لك مع مرور الوقت
حين تعجز عن الحركة وعن عونِ نفسك
حين تخونك صحتك ويصاب عقلك بالإرهاق الزهايمر
حين يبض شعرك ويخونك ويبدأ بالتساقط
حين تؤلمك أسنانك وتُجبر على تبديلها بطقمِ أسنان
مؤقت، حيت تخونك قدميك وتستعين بعكازةٍ يغدر بك أحياناً، حين تمرض وتبدأ بالسعال و يخف نظرك وتبدأ بالرؤية الضبابية
أغشى عليك من نسيان إسمك وضناك، دواك وموعد نومك، حتى طعامك
أخشى عليك من الوحدة
أخشى عليك أن تصاب بالاكتئاب ولا تجد من يهونها عليك
أن تصاب بالهم
ولا تجد المخرج
أن تصاب بعجز الفؤاد
يا عقيقي الوحيد
لن أسامحك على ما فعلته بي
قصةً حقيقية لامرأة
تدعى الفرح
رمى بها وحيدها رضاءً لزوجته التي رمت بوالدها يوماً
قلوباً تعجز الحروف عن وصفها
وعجزت الألسن عن لومها
وعجز الزهايمر عن نسيانها
ماذا فعلت لكم ؟
ما ذنبها ؟
لمن ستبوح قصتها ؟
مؤلم قلوباً بأعمارٍ كبيرة
ذنبها كانت كالأطفال
مؤلم .