

بصدفةٍ جمعتني مع طفلة
لا يتجاوز عُمرها فترة الصبا، يدها مشوهه بالندب والجروح، وبصوتها المبحوح
هذا الورد للبيع.
استغربتُ، ما الذي يدفع بهذهِ الطفلة لتسولِ بالورد
بدل زرعه أو اللعب به؟
ناديتها، تعجبت وركضت نحوي
- ببسمةٍ نعم يا سيدي، أتُريد الورد ؟
- كيف حالك يا عزيزتي ؟
وكيف طفولتك المبعثرة
كيف أحلامك المشتتة هُنا وهناك وكيف حال قلبكِ الذي شاخ قبل أوانهِ، وشعركِ الذي شاب ووجهك شاحب اللون ؟
كيف حال فرحكِ ومدمعك وكيف حال من هم حولكِ
كيف الحياة معكِ
كيف حال دراستكِ المهجور ودربكِ المكسور؟
- رفقاً رفقاً ما كل التعجب رويداً بي بالأسئلة
التي لا أملك إجابتها
إن كان همك طفولتي فعن أي طفولة تسأل
أمثلنا يذوق طعها أو يشتم رائحتها
نحن المجبورون على الحياة مجبولون بالصبرِ والقوة
ندعي الفرح وبداخلها حسرات
إذا كنت تسأل عن مستقبلي فوالله لو علمتُ حاله
لما تمسكت بواقعي
لاخترت الموت وأن أُلتف بالكفن
عوضاً عن انتظاره
يا سيدي بعت كل ما آملك من أملٍ
بكل باقةٍ غلفتها به، شمتت رائحة تنبعث منه
وكآنه يودعني
خذ هذه ولملم حيرتك التي غرقت الشارع
خذ اسئلتك وأهرب من واقعي
فهنيئاً لك بالحياة
- أيقنت بأنها لم تبيع الورد يوماً
فقد باعت طفولتها وأحلامها
فقد باعت اللهو والفرح وعلقتهم في كلِ ورقةِ ورد
وباعتها .
ليس خيال وللها قصة مستواحةٌ منه
إن ماهي هذه الحقيقة هذا واقعنا
كم من طفلٍ علق آماله على أرصفة الطريق او على جدران المدارس
كم من طفلٍ لم يحذى بمأوى أو طعام
طفولتنا في خطر
انقذوها قبل أن تلفظ نفسها الأخير .
رائع جدا بالتوفيق اعلامينا والى الامام يارب ❤❤🌹