

كنتُ نسيةً منسية ، وحيدة ضائعة
لا يعلمون بأي مدرسة ولا بأي جامعة
لا يعلمون إسم زوجي ولا اسماء أطفالي
لا يعلمون كم حفيداً لي
كم مرّ من العُمر لأصبحت هكذا
ببيتٍ فيه المسنون يمكثون ولا يعلمون كيف حصدت آرواح آولادي
أنا سراب إسمها على مُسماها ، عشتُ السنين لوحدي ولا أعلم كيف مضى
عشتُ بعائلةٍ أمضت حياتها بعملها
حتى نسوا بأن لهم إبنة كانت تعيش بين دُماها
إبنة كان تنسج أحلامها من خيوطٍ من السراب
لتصنع عالمها الممزوج بذاك الدفئ العائلي الفقيرة بيننا
عشتُ العُمر من سرابٍ لسراب
تائهه بواقعٍ لم أتمناه يوماً
والدي اللذي لا يعلم كم عمري
كنتُ له أشبه بسلعةٍ تباع وتُشترى
كمزهرية يضعها على الرق باهظة الثمن وباعها بأزهدها
كان لي والدة ناجخة ،مهمة ،امرأة مستقلة
لم تعرف يوماً الأُمومة
كانوا بلهوٍ وسهوٍ عني
كنتُ ابنة الشهنبدر
سلعة تُهمل.
هنالكَ أطفالٌ يحتاحون الحُب والدفئ أكثر من المال
هنالك أطفالٌ يحتاجون لحضنٍ أشبه بالوطن
يكبرون بسرعةٍ ويمر الوقت أسرع من السيف
حافظوا عليهم لعلهم يكبرون بغفلة .