يطغى جو من الحماس والترقب على مجموعة من الرجال والنساء والأطفال المصطفين خارج أحد المباني في العاصمة الليبية طرابلس، على الرغم من عدم معرفة أحد حتى ذلك الوقت عن السبب الدقيق لتلك الدعوة العاجلة للحضور.

في الداخل، يستعد موظفو المفوضية لتقديم المشورة والمساعدة في معالجة الوثائق وتوزيع مواد السفر على المجموعة.

بعد فترة وجيزة، انهالت دموع الارتياح وطغت الابتسامات على أفراد المجموعة، وذلك عندما علموا أنهم سيكونون على متن أول رحلة إجلاء من ليبيا إلى إيطاليا لمدة عامين. وقد تسبب فيروس كورونا وإغلاق البلدان لحدودها بعدم إمكانية تسيير أي رحلات جوية في عام 2020، بينما حظر جهاز الهجرة غير الشرعية في ليبيا في معظم فترات هذا العام الرحلات الإنسانية.

ومن بين هؤلاء الذين تم اختيارهم بعض طالبي اللجوء الأكثر ضعفاً في البلاد، الكثير منهم من النساء والأطفال، وناجين من العنف أو يعانون من حالات طبية حرجة. وقد تعرضوا جميعاً لظروف مريعة في بلدانهم الأصلية، ثم واجهوا لاحقاً أخطاراً ومصاعب جسيمة في ليبيا.

وصلت الأم الإريترية حياة، البالغة من العمر 24 عاماً، إلى ليبيا في عام 2017، وذلك بعد رحلة عبور خطيرة عبر الصحراء. وقد قتل المهربون زوجها بالرصاص عندما لم يتمكن الزوجان من دفع فدية للإفراج عنهما.

وروت ما حدث، قائلة: ”قتلوه أمام عيني وضربوني“. كانت حياة حاملاً في شهرها السابع في ذلك الوقت وقالت إن السنوات التي تلت ذلك كانت صعبة للغاية من حيث إعالة ابنها.

”لقد عانيت … من أجل الحصول على الطعام والشراب وتغطية الإيجار. من الصعب أن تعيش امرأة بمفردها. وكونك مع طفل وبدون عمل ولا أحد يساعدك، فإنك بمفردك بكل معنى الكلمة“.

طالبو اللجوء ينتظرون في طابور لدخول مطار طرابلس قبل ركوب الطائرة المتجهة إلى روما

عند وصولهم إلى ليبيا، يواجه العديد من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء مخاطر عديدة، بما في ذلك الاستغلال والانتهاكات على أيدي المُتجِرين أو المهربين.

وهتفت حياة، قائلة: ”أنا سعيدة للغاية لأنني سوف أطير!. الحمد لله، سأسافر. أنا بحاجة إلى المغادرة وإلى مكان آمن حيث يمكنني تربية ابني فيه“.

هذه المجموعة من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم هي الأولى من بين 500 شخص. وقد تم تنظيم الرحلات في إطار آلية جديدة، تجمع بين عمليات الإجلاء الطارئة والممرات الإنسانية التي تم إنشاؤها في إيطاليا منذ عام 2016. بالإضافة إلى التمويل المقدم من الحكومة الإيطالية، يعتمد البرنامج على دعم تحالف المنظمات الدينية، والتي تضم جماعة القديس إيجيديو، واتحاد الكنائس البروتستانتية والمائدة الولدنيسية.

موظفو المفوضية في طرابلس يقدمون المشورة لطالبة اللجوء السودانية زهرة وعائلتها قبل مغادرتهم إلى إيطاليا


اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من News-human media

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading